نجمة الامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى للبنات فقط


    تغـــيرتــ ُ..... فأصبـحــت سعـــيدة

    عاشقة الحياة
    عاشقة الحياة
    Admin


    عدد المساهمات : 421
    السٌّمعَة : 2
    تاريخ التسجيل : 20/09/2013
    الموقع : العراق

    تغـــيرتــ ُ..... فأصبـحــت سعـــيدة Empty تغـــيرتــ ُ..... فأصبـحــت سعـــيدة

    مُساهمة من طرف عاشقة الحياة الأحد سبتمبر 22, 2013 1:52 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    لم يكن الدَّرس الشرعي الذي تلقيناه في المدارس يُساعد على قراءة نفسيات الناس، أو التعرف على أمزجتهم وطباعهم.

    لكننا منذ الطفولة كنا نتساءل عن مدى سعادة الناس الذين هم حولنا، أو تعاستهم واستقرارهم، أو اضطرابهم من الناحية النفسية.

    حين كبرنا وقرأنا عن «علم النفس» أحسسنا أنه علم مألوف لدينا ومحبوب؛ خلافاً لمن كانوا ينعتونه بـ«علم النحس»، ويجدونه نشازاً بين العلوم الأخرى التي يدرسونها.

    مابين قراءة الكتب المتخصصة، وقراءة السّحنات، والوجوه، والتصرفات.. صرنا أكثر قدرة على فهم ذواتنا، وعلى ما يتصوره الآخرون عنا، أو يتوقعونه منا.

    لو كنا متفرغين لشيء غير ما نحن بصدده لكنا مستشارين يساعدون الآخرين على تجاوز همومهم، وآلامهم، ومعاناتهم.. ويشجعون الأزواج والأصدقاء على تجاوز صعوبات الاتصال، والانتقال إلى حياة أفضل وأجمل.

    «تغريداتنا، وتدويناتنا» هي انعكاس لحالة نفسية عامرة بالبهجة من الحاضر، والرضا عن الماضي، والتطلُّع إلى مستقبل أفضل وأكمل.

    «تغريداتنا» تعامل واقعنا وليس مثالياً مع النجاح والفشل، والقوة والضَّعْف، والخطأ والصواب، والطاعة والمعصية، وكل الثنائيات التي تحفل بها حياة البشر.

    كل ذلك عشناه وعانيناه، وكنا فيه كالذي يفرح ويحزن، ويغضب ويرضى، ويعجل ويتأنَّى، ويخطئ ويصيب، ويصر ويعاند حيناً ويرجع ويصحح حيناً آخر، ويتصرَّف في حال بأسلوب، فإذا ذهب الحدث وعادت النفس إلى هدوئها استحى من نفسه وممن شاهده على تلك الحال، وقد يجد الشجاعة فيعتذر من خطأ، وتنقصه الشجاعة فيتهرَّب من خطأ أصغر منه أو أكبر.

    تغـــيرتــ ُ..... فأصبـحــت سعـــيدة

    الحياة إذاً لونان، بل ألوان شتى ....

    النصيحة التي أقدمها هي تلك التجربة التي عشتها.

    أنصح بشيء لأني جرَّبته وانتفعت به، وأنهى عن غيره لأني عشته وأدركت خطئي فيه.

    وقد ألحظ هذا في الناس الذين أعايشهم، وأحاول أن أغوص على أعماقهم ومشاعرهم، وأحلل مشكلاتهم، وأدرس نفسياتهم.

    لمحة الوجه صارت تساعدني على سبر أغوار صاحبتي، وتلمّس مدى الطمأنينة التي تجدها، أو القلق الذي تساوره.

    ولسانها يُصَدِّق ذلك أو يُكَذِّبه.

    صرت أمتلك الجرأة لأقول قولاً لم أقرأه في كتاب، وإن كنت متأكداة أنه مسطَّر في الكثير من الكتب.

    ذلك القول هو: «أن السعاة لغة».

    اللغة التي نتحدثها تبين عن مدى سعادتنا، وأكثر من ذلك فاللغة التي نتحدثها تصنع سعادتنا أو تصنع نقيضها.

    ألم نسمع قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) البلد

    العين تنظر، والأذن تسمع، واللسان هو المُعبِّر، وبناءً عليه يكون النجد الذي تختاره خيراً أو شراً.

    أفعال الآخرين هي في مرمى بصرنا أو سمعنا، وليست هي مصدر سعادتنا أو شقائنا، بل رد فعلنا واستجابتنا التي يعبر عنها لساننا؛ هي سر الحالة النفسية التي نعيشها.

    لم أر في حياتي إنساناً ناجحاً يجتر الكلمات السلبية ويتوقع الإخفاق.

    ولم أر فاشلاً يمتلك لغة جميلة ويتوقع الخير.

    تغـــيرتــ ُ..... فأصبـحــت سعـــيدة

    لا يعترينا أي شك أن لو غيَّر المتشائم لغته، وأصرَّ على كلمات إيجابية، ولو على سبيل التكلُّف والتصنُّع، فسوف يجد -لا محالة- فرقاً كبيراً في مزاجه ونفسيته، وفي حياته ونجاحاته.

    ستكون روحه أكثر سمواً، وعقله أشد إشراقاً؛ سيمتلك قابلية للنجاح، وتعاملاً رياضياً مع الإخفاق، وثقة بالنفس، وأريحية في التعامل مع الآخرين.

    لن يتم هذا بين يوم وليلة، ولكنه ممكن ومقدور عليه، ولم يخلق الله خلقاً إلا وهو قابل للتعاطي مع السعادة، ومع الخير، ومع النجاح و مع التغيير .. وهو حين يحصل على هذا لا يأخذ نصيب غيره، بل يأخذ حظّه من كرم الجواد الوهاب.

    بعيداً عن الجدل العقيم؛ فلنقل خيراً، ونتفاءل بالخير، ونوقّع الخير، ولا نسترسل وراء أوهام الفشل والخوف.

    قبل أن نذهب إلى عيادة نفسية كلما أحسسنا أننا متضايقين رددنا : أنا سعيدة ومسرورة؛ لنصبح سعداء ومسرورين فعلاً متى غدت هذه عادتنا.

    لا نحاصر أنفسنا بالأحكام السلبية: أنا فاشل، غبي، ضعيف الإرادة، مكروه، الأبواب مغلقة في وجهي، أعيش بلا هدف.

    لا نتمن الموت، فلسنا ندري ما بعد الموت، ولعل عاصياً أن يتوب، أو مسيئاً أن يستعتب، و«لاَ يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلاَّ خَيْرًا».

    فلنعوِّد ألسنتنا على القول الكريم الطيب السديد المعروف الميسور.. وهذي بعض أوصاف القول في كتاب الله.

    ولنعوِّد من حولنا ألا يسمعوا منا إلا كلمات الأمل، والتفاؤل، والرضا، والحب.

    أول تحدٍ في تغيير لغتنا مع الأقربين الذين اعتادوا طريقتنا لن يصدقوا أننا غيَّرناها بسهولة، سيندهش زوجكِ لكلمة حلوة، وسيضحك أحد صغارك، ويفغر الآخر فاه متسائلاً، وستكون في وضع لا تُحسد عليه.

    إنها البداية فلا تقلقِ، ومن ورائها فرحة طويلة لكِ، ولها، ولهم، ولآخرين من دونهم لا تعلمهم الله يعلمهم!

    اعتقدِي في باطنكِ أنكِ مؤهلة للسعادة والنجاح، وتملكين الطاقة والقدرة والإبداع.

    في دعواتكِ وتضرعكِ وابتهالكِ تذكَّري دائماً أنكِ تعززين قدراتكِ، وتربين نفسكِ على الثقة بالمستقبل، وقوة العزيمة، وحسن الظن بالله، وتُلهبين خيالكِ لتصور الشيء الذي تتمنينه، وتسهيل الوصول إليه.

    حتى مع حدوث تلك الانتكاسة لا تيأسي، ولا ترددي مفرداتكِ السابقة: أنا أنا.. قولي: سأعيد المحاولة، وسأنتصر.. نعم؛ سأنتصر لأني على الحق، لأني استمد إيماني بالصبر من إيماني بالله الذي لا يخيب آمله، ولا يرد سائله.

    في أمان الله حبيبات قلبي ....

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 3:11 am